هذه القصة عن سر السعادة وفائدة التوازن في الحياة؛ حيث يحكى أنه كان هناك واحدٌ من التجار الأثرياء سمع عن حكيم عظيم يسكن في قصر بعيد، فأرسل إليه ابنه الذي كان يشكو دائمًا من التعاسىة؛ كي يتعلم منه الحكمة ويعرف سر السعادة، فمشى الشاب لمدة 40 يومًا وقطع جبال ووديان حتى وصل إلى قصر الحكيم. ولما دخل عليه وقص قصته.. قال له الحكيم: ماذا تريد؟ قال الفتى: أريد أن أعرف ما هو سر السعادة؟ فقال له الحكيم: ليس لدي الوقت الآن كي أعلمك، خذ جولة بين جنبات هذا القصر وتعالى بعد ساعتين، ولكن عليك أن تمسك هذه المعلقة جيدًا وتحافظ على الزيت الموجود بها، حتى تأتيني ثانيةً. وبالفعل عاد الشاب بعد ساعتين ومعه ملعقة الزيت كما هي. فقال له الحكيم: هل رأيت الورود المزهرة في حديقة القصر؟ فقال الفتى: لا.
فسأله الحكيم: وماذا عن مكتبة القصر والكتب القيمة الموجودة بها؟ فقال الفتى: لم أرها أيضًا. فسأله الحكيم: هل رأيت التحف واللوحات المعلقة في كل أرجاء القصر؟ فأجاب الصبي بالنفي. فسأله الحكيم عن السبب الذي جعله لا يشاهد كل هذا الجمال من حوله؟ فقال الفتى: لقد انشغلت بالنظر إلى ملعقة الزيت حتى لا تسقط منى، ولم أنظر لكلما حولي. فقال له الحكيم: إذن اذهب مرة أخرى وشاهد كل ما أخبرتك عنه، وعد إليّ مرة أخرى، فذهب الفتى ولما عاد سأله الحكيم عن كل شيء رآه. فأخذ الفتى يتكلم عن المكتبة القيمة والتحف الرائعة والحديقة المزهرة، ولما انتهى من حديثه نظر الحكيم إلى يده، فوجد الزيت لم يعد موجودًا بالملعقة، فقد سقط منه أثناء تجوله في القصر. هنا نظر الحكيم إلى الملعقة وقال له: هذا هو سر السعادة يا بني، ولكن لم يفهم الفتى قصد الحكيم. فقال له الحكيم: يا بني الجمال الذي رأيته في القصر هو النعم التي أنعم الله بها علينا في هذه الحياة، وملعقة الزيت هي الهموم الصغيرة ومشاكل الحياة. حينما انشغلت بالهموم والمشاكل نسيت الاستمتاع بالنعم والجمال من حولك، وحينما انشغلت بالاستمتاع وأهملت الهموم والمشاكل سقطت منك ولم تستطع السيطرة عليها، السعادة في أن توازن بين الاثنين؛ تستمتع بالحياة ولا تترك همومك ومشكلاتك تتفاقم عليك وتؤثر بك، ومهما كانت الظروف التي تعيش بها عليك أن تكون راضيًا مطمئنًا.الأربعاء، 17 مارس 2021
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق